أهمّية الزيوت في تغذية الأطفال  لماذا يعتبر زيت النخيل مكوّنًا مهمًا في نمو الطفل؟

أهمّية الزيوت في تغذية الأطفال

لماذا يعتبر زيت النخيل مكوّنًا مهمًا في نمو الطفل؟

أهمّية التغذية في سنّ الطفولة

أكثر من أي سنة أخرى في حياتنا، السنة الأولى من حياتنا تبني أجسامنا، تغيّرها وتؤثر على المستقبل. خلال هذه السنة، تحدث عمليّة نمو فريدة وتطوّر سريع للطفل: في نهايتها، يضاعف الطفل وزنه عند الولادة ثلاث مرات، ويزداد طوله بمقدار 1.5 مرّة. لذلك، لا عجب أن للتغذية أهمية كبيرة، وليس عبثا أن الطعام الموصى به للطفل هو حليب الأم.

أهمّية الدهون في تغذية الطفل

 تشكل الدهون المصدر الرئيسي للطاقة في حليب الأم وفي تركيبات غذاء الأطفال، وتوفّر للطفل حوالي 50% من كمية الطاقة اللّازمة لنموّه. معظم الدهون في حليب الأم (98%) توجد على شكل ثلاثي الغليسيريد - مبنى دهنيّ يحتوي على قاعدة ترتبط بها 3 أحماض دهنية. في حليب الأم توجد أنواع مختلفة من الأحماض الدهنية مثل LC-PUFA من عائلة أوميغا 3 و6، وحمض الأولييك(حمض زيتيّ) وحمض البالميتيك(حمض النخيل).

ما الذي يجب معرفته عن حمض البالميتيك؟

 حمض البالميتيك هو حمض دهني مشبع يشكّل حوالي 25% من مجمل الأحماض الدهنية في حليب الأم. من الجدير بالذكر، أن كميته لا تعتمد على تغذية الأم وتظلّ ثابتة في حليب الأمّهات من جميع الأجناس، الأمر الذي يشير إلى أهمّيته! في حليب الأم، حوالي 70% من حمض البالميتيك موجود في الموقع الأوسط من ثلاثيّ الغليسيريد المعروف باسم الموقع بيتا، ولهذا الموقع أهمية: فقد ثبت أن هذا الموقع يساهم في امتصاص أفضل للدهون والكالسيوم وكذلك لهضم سهل. هذا التركيب الفريد للدهون في حليب الأم، الذي يحتوي على حمض البالميتيك في الموقع بيتا، يوضح السبب وراء سهولة هضم حليب الأم.

زيت النخيل وأهمّيته في تركيبات غذاء الأطفال

 كما ذكرنا، يحتوي حليب الأم على كمية كبيرة من حمض البالميتيك، لذلك من المهم أن تحتوي تركيبات غذاء الأطفال أيضًا على هذا الحمض الدهني. المصدر الوحيد المعروف لهذا الحمض الدهني في بدائل حليب الأطفال هو زيت النخيل (Palm oil) الغنيّ بحمض البالميتيك والذي أعطاه اسمه.

في زيت النخيل العاديّ، معظم حمض البالميتيك موجود في الأطراف، وحوالي 8% فقط موجود في الموقع بيتا. وكما ذكرنا، فقد ثبت أن الموقع بيتا يساهم في أن يكون قوام البراز أكثر ليونة وامتصاص أفضل للكالسيوم والدهون. من المهم التوضيح أن حمض البالميتيك الذي لا يوجد في الموقع بيتا يميل إلى الارتباط بالكالسيوم وتكوين "أحجار برازية" تؤدّي إلى قوام براز صلب وتقليل امتصاص الكالسيوم. من المهم أن نذكر أن هذه الظاهرة قد تحدث بشكل رئيسي في الأشهر الأولى من الحياة، وهي فترة يكون فيها جهاز الهضم لدى الطفل أكثر حساسية وتتكيّف مع الحياة خارج الرحم.

زيت النخيل مهم ويجب معرفة كيفية وضعه بشكل صحيح في تركيبات غذاء الأطفال

 في السنوات الأخيرة، بعد بحث عميق في الموضوع، تبيّن أن إضافة زيت النخيل بحد ذاتها ليست كافية لتوفير حمض البالميتيك، بل من المهم أيضًا توفيره بالشكل الصحيح، أي في الموقع بيتا المحميّ من ارتباطه بالكالسيوم وتكوين "الأحجار البرازية". زيت بيتا-بالميتات هو زيت فريد يحتوي على حمض البالميتيك (مصدره زيت النخيل) في الموقع بيتا.

 ثبت علميًا أن زيت بيتا-بالميتات الذي مصدره زيت النخيل يساهم في الهضم السهل وامتصاص الكالسيوم.

في دراسة أجراها البروفسور LUCAS شملت 203 أطفال، وجد أنه بعد تغذية لمدة 12 أسبوعًا بتركيبة غنية ببيتا-بالميتات، كانت كثافة العظام أعلى وقوام البراز طريّا كما هو الحال لدى مجموعة الرضاعة الطبيعية ومختلفة عن مجموعة الأطفال الذين تم تغذيتهم بتركيبة تحتوي على زيت عاديّ. بعض الدراسات التي تثبت فعّالية المنتج أجريت في البلاد، وفي إحدى الدراسات التي أجريت في مستشفى "مئير"، بمشاركة 83 طفلًا، منهم 25 رضيعًا و58 طفلًا تم توزيعهم بشكل عشوائي بين مجموعة متابعة تلقّت بديل حليب- تركيبة غذاء أطفال- يحتوي على زيت النخيل ومجموعة تلقّت بديل حليب- تركيبة غذاء أطفال- يحتوي على بيتا-بالميتات.

في هذه الدراسة، بكى الأطفال الذين تلقوا بديل حليب-تركيبة غذاء أطفال- يحتوي على بيتا-بالميتات أقلّ خلال النهار والليل مقارنة بالأطفال في مجموعة المتابعة وبشكل مشابه للأطفال الذين يرضعون من أمّهاتهم.

لتلخيص زيت بيتا-بالميتات:

· مصدر جيّد لحمض البالميتيك.

· ثبت علميًا أنه يساهم في امتصاص الكالسيوم.

· سهل الهضم.